الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.سورة فاطر: آياتها 45 آية.بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. .إعراب الآية رقم (1): {الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}.الإعراب: (للّه) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (جاعل) نعت ثان للفظ الجلالة مجرور (رسلا) مفعول به لاسم الفاعل جاعل، (أولي) نعت ل (رسلا) منصوب، وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكّر (مثنى) نعت لأجنحة مجرور، وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف، ممنوع من الصرف، صفة معدولة، وكذلك (ثلاث، رباع)، (في الخلق) متعلّق ب (يزيد)، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (على كلّ) متعلّق ب (قدير). جملة: (الحمد للّه...) لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: (يزيد...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (إنّ اللّه.. قدير...) لا محلّ لها تعليليّة. البلاغة: معنى الزيادة: في قوله تعالى: (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ): خير ما قيل في هذه الآية، ما أورده الزمخشري في كشافه: (والآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق، من طول قامة، واعتدال صورة، وتمام في الأعضاء، وقوة في البطش، وحصافة في العقل، وجزالة في الرأي، وجراءة في القلب، وسماحة في النفس، وذلاقة في اللسان، ولباقة في التكلم، وحسن تأنّ في مزاولة الأمور، وما أشبه ذلك مما لا يحيط به الوصف). الفوائد: 1- مفعل وفعال. تصاغ من الأعداد من واحد إلى عشرة صيغتان ممنوعتان من الصرف هما: مفعل وفعال. فنقول: موحد وأحاد، ومثنى وثناء، ومثلث وثلاث.. إلخ. وسبب المنع أن هذه الأعداد صفات معدولة. 2- قوله تعالى: (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) وقوله تعالى في سورة النساء: (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ): قال النحاة والمفسرون: الواو بمعنى (أو)، لكن ابن هشام عقّب على قولهم بقوله: لا يعرف ذلك في اللغة، وإنما يقوله بعض ضعفاء المعربين والمفسرين. وأما الآية فقال أبو طاهر حمزة بن الحسين الأصفهاني، في كتابه المسمّى ب (الرسالة المعربة عن شرف الإعراب): القول فيها بأن الواو بمعنى (أو) عجز عن درك الحق، فاعلموا أن الأعداد التي تجمع قسمان: قسم يؤتى به ليضم بعضه إلى بعض، وهو الأصول كقوله تعالى: (ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ، تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ)، (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) وقسم يؤتى به لا ليضم بعضه إلى بعض، وإنما يراد به الانفراد، لا الاجتماع، وهو الأعداد المعدولة، كآية النساء وآية فاطر الآنفتي الذكر. وقال: أي منهم جماعة ذوو جناحين، وجماعة ذو وثلاثة ثلاثة، وجماعة ذو وأربعة أربعة فكل جنس مفرد بعدد. .إعراب الآية رقم (2): {ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)}.الإعراب: (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يفتح) مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (للناس) متعلّق ب (يفتح)، (من رحمة) متعلّق بحال من (ما) الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (لها) متعلّق بخبر لا الواو عاطفة (ما يمسك فلا مرسل له) مثل ما يفتح.. فلا ممسك لها (من بعده) متعلّق بالخبر المحذوف، الواو استئنافيّة (الحكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: (يفتح اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لا ممسك لها...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (يمسك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يفتح. وجملة: (لا مرسل له...) في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: (هو العزيز...) لا محلّ لها استئنافيّة. (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق ب (تؤفكون)، والواو فيه نائب الفاعل. جملة النداء: (يأيّها..) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (اذكروا...) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (هل من خالق غير اللّه..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (يرزقكم..) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لا إله إلّا هو..) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تؤفكون...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان هذا هو الحقّ فأنّى تؤفكون... (4)- الواو عاطفة الفاء لربط الجواب بالشرط (قد) حرف تحقيق (رسل) نائب الفاعل مرفوع (من قبلك) متعلّق بنعت لرسل، الواو عاطفة (إلى اللّه) متعلّق ب (ترجع)، (الأمور) نائب الفاعل مرفوع. وجملة: (يكذّبوك..) لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء. وجملة: (كذّبت رسل...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (ترجع الأمور..) لا محلّ لها معطوفة على جملة يكذّبوك. .إعراب الآيات (5- 7): {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)}.الإعراب: (يأيّها الناس) مرّ إعرابها، الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) ناهية جازمة في الموضعين (تغرّنكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، ومثله (يغرّنكم)، (باللّه) متعلّق ب (يغرنّكم)، و(الباء) سببيّة بحذف مضاف أي بسبب حلم اللّه. جملة: (يأيّها الناس..) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (إنّ وعد اللّه حقّ...) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (لا تغرنّكم الحياة...) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبهوا فلا تغرّنكم.... وجملة: (لا يغرّنّكم باللّه الغرور..) معطوفة على جملة لا تغرّنّكم الحياة... (6) (لكم) متعلّق بحال من عدو الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (عدوّا) مفعول به ثان منصوب، (من أصحاب) متعلّق بخبر يكونوا. وجملة: (إنّ الشيطان لكم عدوّ..) لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء. وجملة: (اتّخذوه..) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وعيتم ذلك فاتّخذوه.. أو إن أردتم النجاة من النار فاتّخذوه.. وجملة: (يدعو....) لا محلّ لها تعليل لما سبق. وجملة: (يكونوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل (أن يكونوا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعو). (7) (لهم) متعلّق بخبر مقدّم في الموضعين للمبتدأين عذاب ومغفرة (أجر) معطوف على مغفرة بالواو مرفوع. وجملة: (الذين كفروا..) لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء. وجملة: (كفروا..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول. وجملة: (لهم عذاب..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين). وجملة: (الذين آمنوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين كفروا... وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: (لهم مغفرة...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الثاني. .إعراب الآية رقم (8): {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (8)}.الإعراب: الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره كمن هداه اللّه (له) متعلّق ب (زيّن)، (سوء) نائب الفاعل مرفوع (حسنا) مفعول به ثان منصوب الفاء استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به في الموضعين الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (عليهم) متعلّق ب (تذهب)، (حسرات) مصدر في موضع الحال منصوب، وعلامة النصب الكسرة (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما يصنعون...) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بعليم. جملة: (من زيّن له سوء..) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (زيّن له سوء..) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: (رآه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن.. وجملة: (إنّ اللّه يضلّ...) لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة. وجملة: (يضل...) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني. وجملة: (يهدي...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يضلّ. وجملة: (يشاء) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث. وجملة: (لا تذهب نفسك..) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عذّبوا فلا تذهب... وجملة: (إنّ اللّه عليم..) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (يصنعون..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). البلاغة: فن الإيغال: في قوله تعالى: (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ). وفن الإيغال، هو الإتيان بكلام يعتبر بمثابة التتمة لكلام سبقه احتياطا، فقد أقسم اللّه بحياة الرسول أكثر من مرة على أن الذين أعرضوا عنه وخالفوه قد تجاوزوا كل حدّ بإعراضهم، ودللوا على أنهم مفرطون في الغباوة، موغلون في الضلال، كما قال تعالى في أكثر من موضع: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) وقوله أيضا: (وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ). .إعراب الآية رقم (9): {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (9)}.الإعراب: الواو استئنافيّة الفاء عاطفة في المواضع الثلاثة، (إلى بلد) متعلّق ب (سقناه)، (به) متعلّق ب (أحيينا)، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (أحيينا)، وهو للزمان (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (النشور). جملة: (اللّه الذي...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (أرسل..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي). وجملة: (تثير...) لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول. وجملة: (سقناه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تثير. وجملة: (أحيينا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة سقناه.. وجملة: (كذلك النشور..) لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما سبق. البلاغة: 1- الالتفات: في قوله تعالى: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ). التفاتان: الأول: حيث أخبر بالفعل المضارع عن الماضي، فقد قال: (فتثير) مضارع، وما قبله وما بعده ماض، ليحكي الحال التي تقع فيها إثارة الرياح السحاب، وتستحضر تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الربانية وهكذا يفعلون بفعل فيه نوع تمييز وخصوصية، بحال تستغرب، أو تهمّ المخاطب، أو غير ذلك. والالتفات الثاني: في قوله: (فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا). ولو جرى على نمط الكلام لقال فسقى وأحيا، ولكنه عدل بهما عن لفظ الغيبة إلى لفظ التكلم، وهو أدخل في الاختصاص وأدل عليه. وإنما عبر بالماضيين بعد المضارع للدلالة على التحقق. 2- التشبيه المرسل: في قوله تعالى: (كَذلِكَ النُّشُورُ). تشبيه مرسل، لوجود الأداة، أي كمثل إحياء الموات نشور الأموات، في صحة المقدورية، أو في كيفية الإحياء. |